في التدوينة السابقة ذكرت إحصاءات صماء ولم أذكر أي تحليل. وكانت الأرقام تشكل صدمة كبيرة (لي أولا) فتلك الأرقام لم تخرج معي عامدا بل خرجت قدراً أثناء بحثي عن طريقة لاستخراج أهم مقالات ويكيبيديا العربية واستبعاد مقالات كالتي تجعل المفرق أو الرمثا عاصمة للأردن وأستخدمها للترويج لويكيبيديا والدعاية لها آملا أن تتحسن.
تلك الأرقام نزلت كالصاعقة والبعض لم يصدق الأرقام أو لم يصدق أن من كتب التدوينة هو السعدي. وأتخيل أن أكثر المصعوقين منها هم محرروها المسلمين، أكاد أتخيلهم يقولون أنا مسلم إذن السعدي يهذي بنظريات المؤآمرة العفنة. بل إن بعض من تسيطر عليهم نظريات المؤآمرة بدأ يظن أن هناك فريق من المسلمين المتطرفين يريدون نشر الجهل والظلام وعلى رأسهم السعدي يشنون هجوما منظما على ويكيبيديا.
البعض فهم أن تلك الأرقام تعني أن مؤسسة ويكيميديا مؤسسة تنصيرية! أنا لا أعلم ولا يوجد لدي دليل يدفعني لهذا الظن.
بعض أصدقائي أنكر علي أن أستخدم كلمة قذر مع أن تلك الأشياء من الأمور المسموحة في ويكيبيديا انظر ويكيبيديا تسمح بالكلام والصور البذيئة1) لكن هذا ليس موضوعنا (وإن كان يستحق تدوينة أخرى).
إن ويكيبيديا كما تعرفها أركان ويكيبيديا الخمسة تهدف لتقديم وجهة نظر محايدة وهذه تأتي بعد كونها موسوعة وليست دليل تجاري للمحلات في بلدك.
تقول ويكيبيديا أنها ليست ديموقراطية بل هي مبنية على إجماع/اتفاق المحررين فيها والتصويت فيها غير محبذ. وهذا أمر جميل جدا لو كان يطبق حقا. ولا تقبل ويكيبيديا إلا ما يمكن التثبت منه.
لكن هذا له نتائج كارثية فهو يعني أنه ليس بالضرورة أن يكون أغلب محرري ويكيبيديا العربية نصارى بل يعني أن محرري ويكيبيديا العربية أجمعوا على أن المجرم شاول قاتل الحوارين (والذي أصبح اسمه لاحقا بولس) هو بنظرهم رسول الإله يسوع بإجماع الويكيبيديين (على رسالة الأول وتأليه الثاني) وأنهم تثبتوا من ذلك يقينا (لا يوجد أي عبارة محايدة مثل ويؤمن النصارى بكذا وكذا بل هي حقائق مطلقة مثبتة) في حين أجمعوا على نزع الرسالة من المبعوث رحمة للعالمين بل ومنع الدعاء له بعبارة “صلى الله عليه وسلم” وهي تعني May Allah peace and blessing be upon him أترجمها لعل الأعاجم من بني جلدتنا يفهموها.
في هذه التدوينة سأتحدث عن أحد خطوط ويكيبيديا (الإنجليزية) العريضة وهي لا تنشئ مقالات خادعة ووتذرع ويكيبيديا بأن الخدع موجودة لأنه يصعب إيجادها. وسأتحدث عن أكبر خدعة في ويكيبيديا وهي اللغة المَصرية لكن فكرة أنها موجودة لأنه يصعب إيجادها لا يمكن تصديقها.
تقول تلك “الموسوعة” “المَصرية” المزعومة:
اللغة المصرية الحديثة هى اللغة الأُم لـ 76 مليون مصرى و هى في الحقيقة لغة مستقله من أصل «حامي» (افريقي) وهى إمتداد لـ حروف اللغات المصرية القديمة و ليها قواعد مختلفة عن قواعد اللغة العربي, في تركيب الجمل, وتصريف الكلمات
وطبعا لا احتاج أن أترجم لكم تلك الفقرة التي يفترض أنها مكتوبة بلغة أخرى. ولا أدري هل أحتاج أن أذكر أن اللغات المصرية القديمة كانت مفقودة منذ آلاف السنين (حتى عند مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم) إلى أن جاء حجر رشد وتم فكها واستعادتها ومع اني استطيع قراءة كل مقالات تلك الموسوعة المزعومة دون أن أتعلم لغتها أو حروفها فضلا عن تراكيبها إلا أني لا أعرف بأي منطق يمكن أن يكون أصلها حاميا افريقيا وليس عربيا إلا إن كانت اللغة الحامية هي الأخرى الأخت التوأم للغة العربية.
أنا أفهم أن هناك غلاة متطرفين يؤمنون بأن اللغة المصرية موجودة وأنها ليس مجرد لهجة لكن حتى أؤلائك الغلاة يقولون أنها بزعمهم انفصلت عن العربية واستقلت عنها لا عن لغة لم أسمع بها.
فهل أنا الوحيد الذي يتعجب من عبارة أن أصها ليس عربيا وأن حروفها غير حروف اللغة العربية ألا تحتاج هذه القالب المشهور citation needed بأقل تقدير ؟
وفي الأسئلة الشائعة نجد
اللغه المصرى هى أول لغه بيتعلمها المصريين من ابهاتهم و امهاتهم قبل ما يوصلو سن الخمس سنين و ما بيحتاجوش دروس في قواعدها و لا في صرفها و لا نحوها لانها الاقرب ليهم من كل اللغات.
أنا أفهم ما هو مكتوب فهل ينطبق هذا الكلام علي وعلى أبي وأمي ؟ ولماذا يظن أؤلئك الموتورون أنها أقرب إلي ؟
قام بعض الأخوة الأفاضل من المصرين الغيورين بالتدون عن الموضوع قبلي وربط بين عبارات في العربية والمصرية فوجد أن “الموسوعة المصرية” المزعومة تأخذ كلمات العربية كما هي ثم تضيف عبارات الغباء التي يملأ بها العوام كلامهم مثل “بتاع” كأن يقول “الساحل بتاع البحر المتوسط” عوضا عن “ساحل البحر المتوسط”
وأنا هنا أتحدث عن مشروع أسس بناءً على خدعة وهي أن هناك لغة تحتاج موسوعة. فهم يزعمون أنها لغة سكان مصر فهل تطبع قوانين مصر بها؟ وهل تقول مذيعة الأخبار والصحف عندهم “استأبل الريّس بتاع الجمهورية والولية مراته …” أم أنه كلام مخابيل ؟
إن كانت المصرية لغة لها قواعد مختلفة عن قواعد اللغة العربية فهل وزارة التربية في مصر تدرس طلابها قواعد اللغة المصرية ؟ بل هل هناك كتاب واحد يشرح تلك القواعد المزعومة ؟ وإلى متى ستظل مصر تدرس سكانها لغة الدول المجاورة لها متجاهلة لغة سكانها ؟
وبعض مقالات تلك الموسوعة المزعومة تذكر بعض من قواعد تلك اللغة المزعومة، فلنتأملاها معا:
فهل أنا الوحيد الذي يرى ذلك تخريبا vandalism أو في أحسن الاحوال hoax
انظر الصفحات الأساسية مثل الصفحة الرئيسية والأسئلة الشائعة وغيرها وانظر من كتبها. وانظر المستخدمين كثيري المساهمة فيها (نجوم الموسوعة)
مثلا غالي يقول عن نفسه أنه عاش في بريطانا وأنه كان ممن اقترح هذا المشروع ويوقل حرفيا
لما اقترحت ويكيبيديا مصرى كان قصدى توفير مصدر للمعلومات بلغة مفهومة لاى شخص عادى فى مصر. اقترحت الكتابة بلغة مفهومة بيتكلمها ملايين و معترف بيها و رمز للمصريين فعلا في الكلام و فيه فى مصر ناس تحب تكتب بيها.
وآخر باسم رمسيس الثاني المقالات التي بدأها تتحدث عن الإلحاد (صدفة سعيدة) والجنس وأفلام وفنانين وطواغيط! ويطمح لكتابة المزد عن الجنس أو اللا جنس!!
وآخر سمى نفسه محمد المصري وهو كما تشير صفحته أنه ضد الإسلام وأنه لا يفهل الإسلام لأنه وضع الإسلام مع النظم الثيوقراطية!2)
وهؤلاء الثلاثة يتبادلون منح بعضهم الاوسمة!!
بل إن بعضهم يصرح بأنه مخنوق من الحملات الإعلامية الفلسطينية Pallywood (لا أعلم متى بدأ الفلسطينيون حملات إعلامية فضلا عن أن تغرق الحملات الصهونية وتقزمها لدرجة تجعله يختنق منها)
بل إن درجة الكذب الشديد في ويكيبيديا المصرية أخرجت بعض بني علمان عن طورهم حيث قال أحدهم
“بالعكس اكاد اكون علماني في توجهاتي بس بجد يالهوي علي كمية الكذب اللي كذبينه هنا انا مش متصور ديه موسوعه رسميه والله والله بجد لو طريقه التنوير تيجي بالكذب كده بلاش منها وتستحقو اللي يحصل فيكم من اي دكتاتور
لقد فكرت في سؤال غوغل عن اللغة المصرية وأين مصادر تعلمها فوجدت egyptianarabic [DOT] com وصاحب الموقع هو andrewdempsey DOT com
لتحقق من المعلومة يمكنك استعمال قاعدة بيانات whois وستحصل على ما يلي
Dempsey, Andrew andrew@andrewdempsey.com Area 9, Bldg. 8, Apt. 6 Masaken Sheraton Heliopolis Cairo, Cairo 11351 EG (+202) 2267-7691
باختصار إنه مسجل باسم شخص اسمه “أندرو دمبسي” يعيش في القاهرة وهو يدير مكتب لهذا الغرض وذاك عنوانه. وهم يطبعون كتبا ويصنعون البرامج التي تعلم الناس “بالجزمة الكاوتش” كما في أحد الصور نم برامجهم.
هل يعقل أن يتمكن غربي واحد من تجنيد كل هاؤلاء ؟ طبعا لا المؤآمرة أعمق من ذلك.
فلنتأمل من أين جاءت فكرة اللغة المصرية وكيف مرت دون ان تعتبر مجرد خدعة سمجة؟ ولو بحثنا لوجدنا أن لها رمزا وهو arz!! وكلما اترفع صوت معارضة قيل له نفس الجواب. حسنا من يضع هذه الرموز ؟ إنها منظمة iso في معيار ISO_639 حيث صنفت كلغة في حين صنفت العربية كلغة حاوية macrolanguage. في حين إن الإنجليزية الأمريكية والبريطانية كلاهما صنفا لغة واحدة مع أن لهما قواعد إملائية مختلفة.
هل هذا يعني أن منظمة ISO أصبحت منظمة فرعونية متطرفة ؟ أو جمعية تنصيرية ؟ حسنا ليس بعد!!
من هم أعضاء منظمة ISO ؟ ومن من أعضاء ISO يفعل ذلك ؟ هل هي مصر ؟ هل هي باكستان ؟ هل هي السعودية ؟ طبعا لا. فلنتأمل الروابط أعلاه داخل صفحة معيار ISO_639 ومن أين تأتي الروابط بداخله ؟ إنها منظمة SIL . org
تقول الصفحة التعريفية لتلك المنظمة
Founded 75 years ago, SIL International is a faith-based organization that ….
هي منظمة عقدية عمرها 75 سنة وبها أكثر من 6 آلاف موظف!! وبحسب صفحتها على النت يدها طالت حكومات ومؤسسات تعليمية بل ومنظمة اليونسكو منذ زمن بعيد.
أتمنى على الويكيبيديين أن يخصصوا بعض من وقتهم لاعتماد وترجمة خطوط ويكيبيديا الإنجليزية مثل “لا تشئ خدعا” والحرص على تطبيق تلك الخطوط العريضة بدلا من تضييع وقتهم في الكتابة عن الأوضاع جنسية وأفلام المنغا.
لقد تحمست للقيام بالمزيد من الإحصاء على ويكيبيديا العربية بعد مرور عام ونصف على الإحصاءات القديمة وبعد أن تضاعف حجم ويكيبيديا العربية. ولكن هذه المرة فأنا أملك حاسوب أسرع لعلي أقوم بأكثر من مجرد عد الروابط.
لكن هذه المرة لن تكون مجرد أرقام خرجت بالصدفة لأن لدي مشتبه بهم! علي الآن تصميم اختبارات تثبت أو تنفي تلك الشبهات.