أعجوبة

البرمجيات الحُرة والمفتوحة المصدر

أدوات المستخدم

أدوات الموقع


blog:zakaria:2012-02-09-the-cow-and-arab-countries

البقرة وواقع الأمّة المرير .. نفتة مصدور ..

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحمن

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه .. ثمّ أمّا بعد ..

فإنّ القصص المحزنة، والتجارب البائسة الأليمة التي مرت وتمر بها أمة الإسلام أعظم من أن تختصر في بضع كلمات في تدوينة بسيطة، لكنّي أحببت ذكر هذه الكلمات لعل الله أن ينفع بها إنّه سميع قريب مجيب، وأن يكتب لها القبول، وأن تكون سبباً في إبصار النور لكثير من المسلمين الذين يدخلون تحت قاعدة: الغفلة كمرض الجنون. إلاّ من رحم الله وقليلٌ ما هم.

قصتنا اليوم لها عنوان برّاق ، غريب ، عجيب ، جميل في نفس الوقت! وقد يتساءل البعض عن سبب الجمع بين الحيوان الأليف، مع أمّة كبيرة وعظيمة وجليلة مثل أمّة الإسلام ردّها الله الى الصواب، والحق، وأخزى من يريد لها الشر والضياع والشتات.

فأقول: هذه قصة واقعيّة ، ولم يكن التشبيه من باب جعل الحيوان كالإنسان، معاذ الله! ولكنّ القصة كانت هكذا لعدة أسباب منها: أسباب لغوية، وواقعية وروائية الخ … ونقول أيضاً: شرف الله ورفع قدركم بنعمة العقل.

والله من وراء القصد.

الموضوع:

العنوان:

البقرة والراعي الحقير، مع أبيه الخبيث! قبّحهما الله ولا أبقى فيهما طرفة تطرف، وأخزاهما في الدنيا والآخرة، = وألحق فيهما قوله جلّ وعلا: {عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}.

ملاحظة: والد الراعي يعمل بقاعدة: الذي في يده مطرقة يميل إلى الظن بأن كل ما حوله مسامير. - ابراهام ماسلو .

- في يوم من الأيّام كانت تلك البقرة التي ترفل في ثوب الصحة والعافية قوية وشابّة، وكان الراعي يزورها كل صباح ليستخرج من أثدائها اللبن الطازج! ومع مرور السنين ، وسيطرة الوهن، والضعف والكسل، لم تستطع بقرتنا الجميلة السيطرة على الوضع جيداً. فبقي رأسها دائماً تحت رِجل الراعي ووالده.

وبعد مرور سنوات طويل .. ما الذي جرى !!

- ملاحظة: لا يوجد أي مساند للبقرة المسكينة.

- بعد كل تلك السنوات والتي كان يستغل فيها الراعي الحقير ووالده حليب البقرة، احدهما يسرق بشكل مباشرٍ ، والآخر يسرق ويقول: أنا أشتري اللبن منكم! حتى استنزفاها بشكل كامل، وعجزت البقرة عن ضخّ المزيد من الحليب ..

فما هو جزاء هذه البقرة ؟! بعد كل هذا الخير …

- يوجد خياران لا ثالث لهما:

-1- بيعها (الاستغناء عن خدماتها، وتركها بشكل كلي) وهذا أهون شيء يمكن فعله من راعٍ حقير، وأب أخبث منه.

-2- أن تكون كبش (بقرة) الفداء!؛ ذبحها: تمرير السكين من الوريد الى الوريد وهذا الخيار وإن كان صعباً جداً ويحتاج الى اجتماع: مع أخذ ورد من عائلة الراعي؛ إلاّ أنّ مثل هاذين المدمرين (الراعي ووالده) لا يباليان ولا يهتمان، ولا يملكان في قلبيهما ذرة رحمة اتجاه هذه البقرة المسكينة.

مع الأسف ! ذبحت البقرة …

بعد مرور سنوات من ذبح البقرة المسكينة من قبل والد الراعي الخبيث، بتواطئ مباشرٍ مع ابنه الحقير!، وتفريق لحمها على القبائل، لكي لا يأخذ أهل البقرة بالثأر! فإذ بنا نسمع مفاجئة جميلة ورائعة ..

إنّها كرامة: الدم الذي سفك ظلماً، وعدواناً …

قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله:

( إنَّ كلماتنا ستبقى ميتةً عرائسَ من الشموعِ لا حراكَ فيها جامدة حتى إذا مِتنا من أجلها انتفضتْ حيةً وعاشتْ بينَ الأحياءِ كل كلمةٍ عاشتْ كانت قد اقتاتت قلبَ إنسان ٍ حي فعاشت بين الأحياء والأحياء.. لا يتبنون الأموات! ).

علمنا بأنّ تلك البقرة قد تزوّجت من أسد، وأنجبت شبلاً (أنجبت شبلاً، ولم تلد ثوراً).

وقد جاء الشبل الذي تحوّل بعد مدة الى أسد ..

(وقد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت .. ويبتلي الله بعض القوم بالنعم) أبو تمام.

تركت تلك البقرة ميراثاً رائعاً وعظيماً، لكي نأدب الراعي ووالده قليلاً، فالقادم أدهم وأمر.

وصدق من قال: من ينام على الأرض لا يقع. (ولو اعتبرا بهذه الجملة البسيطة، لما وقعا في الفخ ..!!).

قال الله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

وقال عزّ وجل: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.

وصدق من قال:

سألوهُ: هل يأتي السلامْ. فأجابهم: يأتي ولكن في المنامْ. وإذا على وتدٍ يبيضُ الطائرُ الرنّامْ. وإذا الشتاءُ أتى بصيفْ. وإذا الكريمُ أسى بضيفْ. وإذا رأيتَ الشمسَ في غسقِ الظلام.

هل السلام الآن مفيدٌ ، أم ماذا ؟ أم الرد بالمثل !! سنرى ماذا سيحصل ..

عاد الأسد ليثأر لأمّة المقتولة .. ويريد أن يقتص من الراعي ووالده!

ومن هذه نجد بأنّ الدائرة تدور ولا تقف، وأنّ الدنيا تتقلب وتتبدل، ولا يطول عزٌّ في الغالب.

قرر الأسد أن يثأر ويمرر السكين من الوريد الى الوريد ! وهذا هو الرأي الصواب، يعيش مولانا الأسد.!! كما قال أحمد شوقي رحمه الله في أحد رواياته.

وانتقم الأسد لأمّه، ولم يذهب دمها سداً، لأنّ الحق يعود وسيعود بعزّ عزيز أو بذل بذليل.

الخاتمة:

إنتهت قصة الراعي، ووالده ، وانتصر الحق مهما طال ليل الظلم والجور. وهذا وعد الله عزّ وجل إذ يقول: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُه [الحج:40].

blog/zakaria/2012-02-09-the-cow-and-arab-countries.txt · آخر تعديل: 2015/04/23 03:19 بواسطة 127.0.0.1

Donate Powered by PHP Valid HTML5 Valid CSS Driven by DokuWiki